نبذة تعريفية حول الاتصال الداخلي
بقلم: أحمد عودة/ الرئيس التنفيذي لشركة ترجمان للعلاقات العامة.
Follow Me on Social Media
كم خسرت المنظمات بسبب سوء فهم حصل مع أحد موظفيها؟ وكم أزمة وقعت لها لأن بعض المعلومات
لم تصل إلى الطرف المستهدف بصورة صحيحة؟ وكم عدد المنظمات التي تقيم وزنا لجمهورها
الداخلي تماما كما تقيم وزنا لجمهورها الخارجي؟ وكم من المنظمات تمتلك فكرا متنورا
في الاتصال الداخلي مع أفرادها لا سيما في الأزمات؟
يقرر علماء الاتصال أنه إذا اجتمعت للمنظمة الميزانية الكافية، والخطة المحكمة، والفريق
المؤهل، وفقدت الاتصال الداخلي الفعال مع أفرادها، فإن كل ما اجتمع لها غير كاف لنجاحها
وتقدمها. ويعزز ذلك تلك الدراسة التي قام بها معهد إدارة الأزمات في أمريكا وتبين من
خلالها أن ربع الأزمات التي تحدث للمنظمات في العالم إنما تحدث بسب ضعف في الاتصال
الداخلي، ولك أن تتخيل ما ينتج من هذه الأزمات من أضرار مالية وإنتاجية.
لقد بدأت المنظمات الرائدة في العالم باستخدام مصطلح "الحقوق الاتصالية للموظف"، كما
أن القانون البريطاني يجرم المؤسسات إذا ثبت إنها أخفت او منعت عن أفرادها شيئا من
المعلومات التي تقع ضمن حقوقه الاتصالية! وتجاوز الأمر هذا الحد في العديد من المنظمات
الناجحة إلى تخصيصها لقسم متكامل للاتصال الداخلي، وبالرغم من ذلك كله ما زالت بعض
المؤسسات لا تبدي أي اهتمام تجاه الاتصال الداخلي!
ويشمل الاتصال الداخلي تخطيط جميع الجهود الاتصالية داخل المنظمة بهدف توحيد ثقافة
الموظفين وما يمتلكونه من قيم ومعتقدات مهنية، والحفاظ على سلوك إيجابي لأفراد المؤسسة،
وكلما زاد عدد الموظفين في المنظمة زادت الحاجة إلى الاهتمام بالاتصال الداخلي لا سيما
في البيئات متعددة الثقافات وفي المؤسسات الكبرى.
إن كل ما نقوم به من جهد في الاتصال الداخلي يهدف إلى توحيد المعتقدات والقيم المكونة
للثقافة المؤسسية عند الأفراد. والتعبير عن هذه المعتقدات والقيم عبر قنوات اتصالية
مختلفة هدفه أن تصبح الهوية واضحة، وتأثير هذه الهوية على الأفراد يظهر في صورة انطباعات
تشكل صورة ذهنية لديهم ثم تدفعم هذه الصورة إلى تغيير سلوكهم بما ينسجم ويتوافق معها.
ويجب أن نعلم يقينا بأن هناك علاقة وثيقة وطردية بين فعالية الاتصال وإيجابية السلوك
لدى أفراد المنظمة، فالسلوك الإيجابي لدى الموظفين في البيئة الداخلية يزيد كلما كان
هناك فعالية في الاتصال الداخلي، ويتجه لأن يكون سلبيا كلما كان هناك ضعف في فعالية
الاتصال. وبعبارة أخرى فإن مشاكل السلوك عند الإفراد في أي منظمة تعود في الغالب إلى
ضعف الجهاز الاتصالي للمنظمة مع هؤلاء الأفراد.
- كيف يمكن أن نؤسس قسما للاتصال الداخلي؟
- وكيف يمكن أن نخطط وندير هذا القسم؟
- ما هي قنوات الاتصال الفعالة في البيئة الداخلية للمنظمة؟
- وكيف لاتصالنا أن يكون فعالا داخل المنظمة؟
- ومن المسؤول عن هذه العملية؟ الموارد البشرية أم العلاقات العامة؟
ملتقى الاتصال الداخلي يبحر في عالم الاتصال الداخلي ويحاول أن يجيب على كل هذه الأسئلة...